الحمد لله مدبر الكون، والعالم بمصلحة عباده، والموفق للخيرات، والهادي إلى الصراط المستقيم؛ أرسل رسله وأنبياءه بالشرائع الغراء؛ ليسير عليها الكون، ولتستقيم الحياة للمخلوقات كافة، وفق نظام عدلي محكم. وأصلي وأسلم على سيدنا وقدوتنا وإمامنا محمد صلى الله عليه، تاركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وعلى وآله وصحبه سفن النجاة وورثة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
تتجدد في كل مكان وزمان حاجات مستجدة وكثيرة، تحتاج علماء متمكنين في فهم المورث العلمي، واعين لمقتضيات العصر، يحملون على عاتقهم -بواجب شرعي متعين - حل مشكلاته مهما كانت، بما لا يخالف الشريعة الإسلامية.
وقد جاءت كلية الشريعة والقانون بجامعة الأحقاف مسهمة إسهاما فعالا في حمل هذا العبء الثقيل منذ نحو ثلاثين عاما، إذ هي البذرة الأولى مع أختها كلية الإدارة والاقتصاد، على أساس شرعي صحيح، منبثق من مصدري التشريع: القرآن الكريم، والسنة النبوية، محققة المقاصد الشرعية، وفق القواعد الدينية التي جاء بها الشرع الحنيف، برؤية ورسالة وأهداف محددة وواضحة، وبنظام علمي عصري، ومناهج متينة تلبي حاجات العصر، وتراعي خصوصية كل البلاد الإسلامية، مؤكدة على الاعتزاز بالإسلام وبقيمه، وأن صلاح الدنيا والآخرة لا يتم إلا بالتمسك به، وأن خراب الدنيا في عصرنا هذا الذي توحش فيه بعض البشر بجاهلية عمياء جديدة سببه الرئيس هو البعد عن منهج الله وعن رسالة خير الرسل صلى الله عليه وسلم.
وبصمة الكلية وثمرتها واضحة للعيان في الداخل والخارج، وصار خريجوها يعهد إليهم بمسؤليات متعددة وجسيمة، في التربية والتزكية والتعليم بمستوياته المتنوعة، والقضاء والنيابات، والبحث العلمي الرصين.
وطلاب الكلية ينمَّى فيهم الفكر، بعيدا عن التعصب العقدي أو المذهبي، وتعزز فيهم قيم العدالة والحرية الحقيقية المنضبطة بضوابط وتعاليم الشرع، ويقوى عودهم الروحي والعلمي لمجابهة تحديات العصر الشيطانية الوثنية الشركية التي تهدم القيم الإنسانية الفطرية، وتحارب بناء الأسرة الإسلامية المتماسكة، لتوجد نظام عالمي وحشي لا يراعي أي حقوق عادلة.
والكلية تتطور يوما بعد يوم، إن في بنيتها التحتية من المباني والمرافق المختلفة، وإن في بنائها العلمي التربوي، وهي اليوم لديها ثلاثة برامج (الشريعة، والشريعة والقانون، والسنة وعلومها)، وتعتزم فتح برنامجين جديدين قريبا إن شاء الله هما: القرآن الكريم وعلومه، والتمويل الإسلامي، مع اهتمامها بالتعليم العالي إذ لديها برامج للماجستير والدكتوراه موجودة حاليا، ولا شك أنها ستتوسع مستقبلا. كما أنها تتجه بخطى واعية ومتينة نحو التعليم عن بعد بتدرج وبنظام يحفظ البنية العلمية والتربوية للمنتسبين لهذا النوع من التعليم.
وكل هذا لم يمكن ليتحقق إلا بتوفيق ومنة من الله سبحانه وتعالى، وبرعاية كريمة من رئاسة الجامعة ومجلس الأمناء وبقية الكادر الأكاديمي والإداري في الجامعة، وبجهود مضنية من كافة منتسبي الكلية في الأقسام العلمية الأكاديمية والبحثية، والأقسام الإدارية، ومن الطلاب الذين وثقوا هم وأهاليهم في داخل الوطن وخارجه بالكلية ومنهجها وطريقتها في بناء الأجيال. فالحمد لله أولا وآخرا
أ.م عبدالله عوض عمر بن سميط
القائم بأعمال العميد، والمدير الإداري
15/10/